ما هو الصوم الكبير؟
ما هو الصوم الكبير؟
يكون هذا الصيام متضمناً ثلاثة أصوام مجتمعة، و هي كما يلي:
1- أسبوع الاستعداد.
و يدعى أيضاً بدل السبوت
2- صوم السيّد المسيح.
و الذي تكون مدّته أربعين يوماً، تشبّهاً بصيام السيّد المسيح.
3- أسبوع الآلام.
حيث يدعى أيضاً جمعة الآلام أو الجمعة العظيمة و قد قامت الكنيسة بتقسيم أيّام الصوم الكبير إلى أسابيع سبعة.
كما وقد حددت لكلّ أسبوع إسماً خاصّاً أو عنواناً يعرف فيه و يشير لخصوصيّته، مع التآلف و الارتباط ببعضها.
حيث و حدّدت كلّ أسبوع يبدأ اعتباراً من يوم الإثنين، و ينتهي مع نهاية يوم الأحد.
كما يكون أيّام و أسابيع الصيام و حدة متكاملة، هدفها تقريب الصائم من التوبة التي يقبلها المخلّص.
ايضاً و مشاركته الفقير و المحتاج في طعامه المتقشّف ، فقد أقرّت الكنيسة أنّ :
الأسبوع الأوّل :
عنوانه الكنوز ، أو ما يعرف بهداية المؤمن إلى ملكوت الله.
حيث تسعى الكنيسة لتوجيه أبنائها لعبادة الله بدلاً من عبادة المال، من خلال قول السيد المسيح:
(( لا تعبدوا إلهين… الله و المال ))، ليتحقّق قول المسيح بأن كنوزهم في السماء لا على الأرض.
الأسبوع الثّاني :
عنوانه التجربة.
حيث تعرف فيه الكنيسة المؤمن كيف يتجاوز تجارب إبليس، و يحاربه، و لا ينصاع لإغراءاته و إملاءاته و شهواته، فينتصر عليه متخذاً السيّد المسيح قدوةً له حينما تعرّض لتجربة لثلاث مرّات من قبل الشرّير. عندما أغواه في المآكل و كان صائماً، و أغواه بامتلاكه المعمورة كلّها في حال قبوله بالسجود له.
كما طالبه بأن يطرح نفسه من أعلى الجبل طالما أنّ الله ينجيه.
الأسبوع الثّالث :
عنوانه الابن الضّال، فتعلّم الكنيسة المؤمنين أن مثال الابن الضّال الذي خاطبهم به السيد المسيح خير دليل على مسامحة الله للخطأة التائبين و قبوله لهم من جديد.
الأسبوع الرّابع:
عنوانه السّامريّة.
حيث الكنيسة تعلّم أبناءها على أن أفضل سلاح للخاطئ هو كلمة الله المحيية.
الأسبوع الخامس :
عنوانه المخلّع.
انطلاقاً من أعجوبة شفاء السيّد المسيح للمخلّع ، الذي أقعدته الخطيئة، كونها هي السبب الرئيسي في الأمراض الرّوحيّة منها و الجسديّة.
الأسبوع السّادس :
وعنوانه التجديدات.
و هذا الأسبوع هو تأكيد على أنّ المعموديّة لا بدّ منها لأنها الاستنارة الحقيقيّة، و الولادة الثّانية بالرّوح للمؤمن، انطلاقاً من المعجزة التي قام بها السيّد المسيح بشفاء أعمى أريحا حيث أعاد له البصر.
الأسبوع السّابع :
عنوانه الشعانين.
حيث انها تعد تذكير للمؤمنين بيوم دخول السيّد المسيح إلى أورشليم – باحتفال شعبي – على ظهر أتان، قبل أن يعاين الآلام و الصّلب و الموت.
ليقوم ممجداً فجر يوم الأحد الجديد الذي يعرف بأحد الفصح المجيد. و لأنّ فترة الصيام هي فترة مقدّسة ، هدفها النموّ الرّوحي للفرد بعيداً عن الشعور الجسديّ، فمن لا يستفيد من هذه الفترة في تعزيز إيمانه و روحه لن يستطيع الاستفادة من حياته في أيّامٍ ربما تكون بعيدة عن الرّوحانيّة ، أو قليلة.
وكونه من أولى درجات الصيام و قد ارتأت الكنيسة بأنّ الصيام فرض و واجب على المؤمن المسيحي.
وذلك من خلال معجزة شفاء لم يستطع تاديتها تلامذة السيّد المسيح لرجل مسّه الجنّ ، ليقول لهم المسيح:
” إنّ هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصوم و الصلاة “.
و لأنّ الصّوم يعني الامتناع عن الطعام و الانقطاع عنه ، فإن فترات الانقطاع في الصّوم الكبير تختلف باختلاف الصّائم من حيث السنّ و نوع العمل و أيضاً نوع المرض.
حيث يكون للكاهن الدّور في الإرشاد و التوجيه بحسب التجاوزات المسموح فيها في الكنيسة، و لو أنّ الكنيسة قد وضعت نظاماً زمنياً موحّداً.
حيث تبدأ فترة الانقطاع عن الطعام و الشّراب من الرّابعة صباحاً و تنتهي في الرّابعة مساءً.
و لأنّ الصيام يعني التقشّف و الزهد تشبّهاً بصيام السيّد المسيح، فإنّ الصّائم لا يسمح له بأكل اللحوم و جميع المنتجات الحيوانيّة.
حيث و رغم أنّ أكل السّمك يسمح فيه في الصيام الصغير الذي يدعى صيام الميلاد، إلاّ أنه محرّم في الصوم الكبير، إلاّ في يوم عيد البشارة الذي يوافق 25 آذار من كل عام فهو مسموح به.
و عادة ما يختلف يوم بدء الصّوم الكبير حسب السّنة الميلاديّة. وذلك نظراً لأنّ الكنيسة تعتمد التقويم الغريغوري الذي يختلف فيه عدد أيّام السنة.
كما وعادةً ما يوافق عيد قيامة السيّد المسيح في أوّل أحد مباشرة بعد عيد الفصح في الديانة اليهوديّة.
حيث يكون يوم الجمعة هو ذكرى موت السيّد المسيح بعد صلبه، و يكون يوم الأحد هو يوم قيامته.
المصادر :
الكتاب المقدس – العهد الجديد.
السنة الطقسيّة في الكنيسة الكاثوليكيّة.
ويكيبيديا – الموسوعة الحرّة.
كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس – الإسكندريّة – مصر .